المقالة الاسبوعية الأولى لفضيلة الشيخ حاتم فريد – إلى المتميزين هل من مشمّر

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أما بعد

أحبتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إلى المتميزين ( هل من مشمّر )

إن الإنسان منا قد يغير من نمط حياته إما لعارض يحدث له من مرض أو سفر أو ما شابه ذلك أو لما يريد أن يحققه من نجاح أو إنجاز فى أي مجال من مجالات الدنيا و الآخرة .

فالحياة التى كانت قبل قليل تسير بشكل روتينى فإنها تتغير تبعاً لإرادة النفس و ما تريد أن تحققه من إنجازات , انظر الى الطالب أيام الامتحانات يختلف برنامجه فيها عن برنامجه أيام الأجازات .

إن المسلم البصير هو أيضا يحتاج إلى تغيير نمط حياته مع إستقبال مواسم الخيرات و النفحات الرَبّانية , هذا الذى يريد أن ينجح مع الله أما غيره من الكسالى و البطالين من أهل الدنيا فإنهم لا يهتمون كثيرا بمثل هذه المواسم الرَبّانية .

إن الإنسان فى هذه الدنيا قد يُعطي لأنه محتاج لغيره , أما الله عز و جل فإنه يُعطي و يَجُود على عباده و يكرمهم و هو غنيُّ عنهم فهو سبحانه ليس فى حاجة إلى خلقه

{ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل الآية 40

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فاطر الآية 15

و إن من فضل الله و إنعامه على عباده أن أرشدهم إلى مواسم الخيرات و منها ما نعيشه فى هذه الأيام المباركات فلقد قال فيها النبي صلى الله عليه و سلم فيما صح عنه ” أفضل أيام الدنيا أيام العشر ” و جاء فى الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم قال ” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ”  يعنى العشر

” قالو يا رسول الله و لا الجهاد فى سبيل الله قال ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشئ “

فهو سبحانه يحب العمل الصالح و يحب أن يراه من عباده و لكنه سبحانه فى هذه العشر يحب أن يرى الأعمال الصالحة من عباده أكثر من أى وقت كان . لا لمصلحة تعود إليه حاش لله فهو الغَنِيّ عن ذلك و لكن لمصلحة عباده فهو سبحانه يضاعف فيها الحسنات و يغفر فيها الزَلاّت و يستجيب فيها الدعوات .

و أخيراً أحِبتى فى الله ,

لا تنسوا صيام يوم عرفة فإنه يُكًفر سنتين من عٌمر الإنسان السنة التى قبله و السنة التى بعده فلقد صَحَّ عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال :

” صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله و السنة التى بعده “

و أخيرا .. مَتعكم الله بالصحة و العافية و أنار بصيرتكم إلى ما فيه خيري الدنيا و الآخرة .

و السلام عليكم و رحمة الله

This entry was posted in Islamic and tagged . Bookmark the permalink.

Leave a Reply